إن الواقع الأليم الذى تعيشه أمتنا الإسلامية يدعو إلى الحسرة والألم؛ فهذه الأمة تملك ما يملكه غيرها من ثروات، وتملك منهجاً شاملا للحياتين الدنيا والآخرة  كتاب الله المعصوم من أى تحريف أوتبديل.

ولكن الخراب الفكرى خيّم على الشخصية المسلمة وأقعدها عن القيام بدورها، وأودى بها إلى الفرقة والتمزق وإلى تعطيل شرع الله فى الأرض عن قصد، وإلى تبلد الحس وموت العاطفة.

هذا الواقع المرير هو الداعى لأن تقوم التربية الدعوية التى لا تتعارض مع ما لابد من وجوده فى شخصية المسلم؛ من قوة البدن ورجاحة العقل ... وغيرها بدورها فى إنقاذ الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

وعلى الجماعة أن تلتزم بما لابد منه من ضوابط تحميها وتصونها من الفرقة والتمزق؛ تحقيقا لأمر الله تعالى بالدعوة التى هى منهاج المسلم القويم.

وقد ظهر كتاب منهج أهل السنة والجماعة فى قضية التغيير مدخل الى دار السلام، وقد قام بتأليفه "أ.د. السيد محمد نوح"  والذى تناول داخله عدة قضايا منهجية منها: ماهية ومبادئ أهل السنة والجماعة، وماهية الدعوة إلى الله والتربية على الإسلام وعلاقة كل منها بالآخر، والحاجة إلى الدعوة والتربية فى نظر أهل السنة والجماعة، وأهداف أهل السنة والجماعة من الدعوة إلى الله والتربية على الإسلام، وحكم الدعوة إلى الله، والتربية على الإسلام من وجهة نظر أهل السنة والجماعة.